فى سرادق ضم أكثر من ٢٠٠ سيدة و٢٠٠ طفل فى قرية القبلى قامولا بمركز القرنة بمحافظة الأقصر جلس كبار السن من النساء بوجوه عابسة، يظهر فيها جلياً ملامح الفقر والحزن، والمرض، التى استطاعت أن تخط وجودها بحنكة على قسمات وجوههن، فنطقت الخطوط، قبل أن تنطق ألسنتهن، بل إنك تجد نفسك لست فى حاجة للاستماع إليهن، فالحال والهيئة تنطقان بما يفوق استطاعة وقدرة الكلمات على الوصف.
واصطفت السيدات والرجال من كبار السن، ينتظرون جريدة «الوطن» ومؤسسة «مصر الخير» لتوزيع 800 كرتونة مواد غذائية، توزع عليهم كل 3 أشهر، وتكفيهم خلال هذه الفترة، وتسليم 3000 طقم شتاء على الأطفال المستحقين مكون من جوانتى وآيس كاب وكوفية، وكذلك تسليم 3000 شال حريمى للمستحقات، وتسليم 3000 شال رجالى للمستحقين، وتوزيع 15500 بطانية وذلك فى إطار حملة «صك الشتاء» التى تنفذها الجريدة مع مؤسسة «مصر الخير» فى اليوم الثانى على التوالى من الجولة فى القرى الأكثر فقراً. وتحت شعار «احميهم من برد الشتاء» تم ترميم ٧٠٠ بيت فى محافظة الأقصر بالكامل، وفى قرية القبلى قامولا تم ترميم بعض البيوت المبنية من الطوب اللبن والأسقف من البوص. واشتكت الأمهات والزوجات من البطالة التى يعانى منها الشباب فى القرية خصوصاً بعد توقف السياحة التى تسببت فى تدهور الأحوال إلى أقصى درجة، مطالبين المسئولين بتوفير فرص عمل لهم بدلاً من السياحة حتى تستقر الأمور وتعود مره أخرى. وأشار عدد من أبناء القرية إلى أنهم طلبوا أكثر من مرة بناء مصنع فى البر الغربى بالأقصر ليستوعب عمالة الشباب، لافتين إلى أن الحكومة رفضت.
وقال محمد البرغوثى، مدير تحرير جريدة «الوطن»، إن ما شهدته من قرى فقيرة فى الأقصر هى القرى الأكثر ظلماً وليست الأكثر فقراً، مشيراً إلى أن ما تقدمه «مصر الخير» هو واجب عليها وليس تفضلاً منهم على شخص.