فى إطار تفعيل دور الفن التشكيلي لتدعيم العلاقات الثقافية والإنسانية بين الشعوب عامة والفنانين خاصة, أقيمت الدورة الثانية لملتقي الأقصر الدولي للتصوير, الذي شارك فيه خمسة وعشرون فنانا من خمس عشر دولة عربية وأجنبية, حيث عاش الفنانون في مدينة الأقصر لتكون مصدرا لإلهامهم.
وقد تكونت اللجنة العليا للملتقي من: المهندس محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية ود. ابراهيم غزالة مدير مراسم الأقصر ود. حمدي عبدالله عميد كلية التربية الفنية الأسبق, ود. حازم فتح الله رئيس لجنة قطاع الفنون بالمجلس الأعلي للجامعات, ود.حسن عبدالفتاح الأستاذ بكلية الفنون الجميلة, ود.صلاح عبدالمعطي عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر, وابراهيم عبدالملاك الفنان التشكيلي والرسام الصحفي, وج. عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس الادارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة, ود. رضا عبدالرحمن المشرف علي الفنون التشكيلية بصندوق التنمية الثقافية.
وقد حرص د. سمير فرج علي لقاء النقاد والصحفيين بمكتبة مبارك, حيث تحدث عن التحديات التي يواجهها بالأقصر, ثم عرض مجموعة أفلام تسجيلية توضح التطوير الجاري في المدينة.
وافتتح الملتقي د. سمير فرج ود. أحمد مجاهد بينما غاب محمد أبوسعدة لوجوده بالاراضي المقدسة, وشارك في الملتقي10 فنانين من مصر هم: أيمن السمري ورضا عبدالسلام, وسالم صلاح, وعبدالوهاب عبدالمحسن, وعزة أبوالسعود, وعصام معروف, وكرل إيلي حمصي, ومحمد رزق, ومحمد طه حسين ومصطفي عيسي, بالاضافة إلي خمسة فنانين من الدول العربية هم: سولاف عباس( سوريا), وعلا حجازي وعواطف آل صفوان( السعودية), وفاتن الرويسي( تونس), ونزار ضاهر( لبنان). أما الفنانون الأجانب فهم10 فنانين وهم: انياس بيزو( فرنسا), وجوليا مورجان ليمون( أمريكا), وداريا كوليكوفا( روسيا), ورولاند برايمز( انجلترا), وسفيزداتا فيزيلنوفيتش وعرفان هوزو( البوسنة) وفلافيا مانتوفا( إيطاليا), وفيرونيكا جاكانيكس( المجر), وماريان كوماتشك( سلوفاكيا), وميجيل ماتشو( اسبانيا
أن تكون الاقصر مكانا لمعرض دولي هو أمر يؤخذ بكل عناية ويحسب له ألف حساب وتسقط من الحسابات الأخطاء إذا كانت التجربة في أولها, أما أن تقع الأخطاء والتجربة في عامها الثاني علي عكس ماحدث في العام الأول فهو أمر غريب.. غريب ألا يتأثر المبدعون بعظمة وتاريخ الاقصر ومافيها من إعجاز في الفن.. وفي الحضارة.. في التكوين, فجاء الملتقي الثاني بأقل كلمات ممكنة وغير جارحة, جاء مخيبا للآمال خصوصا اعمال الفنانين المصريين التي اتسمت بنوع من الاستهتار أو عدم احترام المكان, حيث جاءت الأعمال غير معبرة عن أي مؤشر للانتماء للموقع الحضاري العملاق وربما كان الفنان د. رضا عبدالسلام هو الاستثناء بين المصريين في معالجته للحضارة التي اجتمع الملتقي من أجلها, وجاءت أعمال د. عبدالوهاب عبدالمحسن معبرة أيضا ولكن ليس بالمستوي الذي نعرفه عن عبدالوهاب عبدالمحسن,
وكذلك نفس الشئ ينطبق علي الفنان أيمن السمري, أما سالم صلاح فأعماله قريبة الشبه من إبداعه الذي نعرفه, والغريب أن الأجانب أيضا لم تعكس أعمالهم أي تأثر أو حتي اعجاب يبدو في خطوط اعمالهم بهذه الحضارة والموقع المذهل بما فيه, وهناك أحد احتمالين إما أن المشاركين جاءوا علي عجل أو أنهم كانوا في ارتباطات أخري حالت دون التركيز في موضوع الملتقي ومكانه, ولعل هذه التجربة توضع في الاعتبار عند عقد الملتقي الثالث.
وليس هناك شك في أن هذه المهمة وهي الثانية علي قوميسير الملتقي إبراهيم غزالة, وقد بذل جهدا ولكنه لم يحالفه النجاح لأسباب ربما تكون خارجة عن إرادته ويجب علي اللجنة المنظمة أن تتابع وتراعي الدقة في أسماء المشاركين ومستوي أدائهم,فالمسألة ليست مجرد عدد يشارك ولكن الأهم هو مستوي المشاركة ونوعيتها.
وقد كرم الملتقي الفنان, الناقد كارميني سينيسكالكو( ايطاليا), ودكتور مهندس محمد سعيد فارسي( السعودية) والفنانة التشكيلية الكبيرة جاذبية سري. وجاذبية سري اختارها متحف المتروبوليتان بنيويورك ضمن عشرة فنانين من العالم الإسلامي وخصص موقعا لأعمالهم بالمتحف ولها مقتنيات عديدة في معظم المتاحف العالمية.
وتنعش الفنانة الكبيرة جاذبية سري مغامراتها التشكيلية بإيقاعات ورؤي جديدة تتضافر فيها روح التجريد, محفوفة بانبثاقات شعرية ذات إيقاع هندسي أحيانا. ونري في أغلب لوحاتها تدفق الأشكال وتداخلها بحيوية علي السطح, في وحدات فنية, لاهثة أحيانا, ومضطربة أحيانا أخري, كما يلعب الخط دورا حاسما في تحديد ماهية الأشكال وتميزها.. فالخطوط دائما إلي أسفل اللوحة, لتعطي انطباعا مباغتا بالعمق, وتبرز في الوقت نفسه بتعرجاتها وتموجاتها نضارة الفرشاة وعفويتها, كما أنها حين تتدافع وتدور وتتعانق تضفي علي اللوحة طاقات متعددة, فتحس بأن لهذه الخطوط رنينا خاصا يشبه رنين الاقواس الموسيقية.